بومة عاشقة متشائمة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بومة عاشقة متشائمة
انا اهوى المطالعة و قد احببت ان اشارككم بعض ما قرأت مؤخرا من كتاب"عاشقة في محبرة" للكاتبة السورية غادة السمان ارجو ان ينال اعجابكم و ان تشاركوني ايضا بعض ماقرأتم
..............
كأية بومة أخرى عاشقة،
أعتقد أن الليل انتشر ببياضه الفاحم
كي أمارس طيراني
إلى عينيك المسكونتين بالدهشة والسرّ،
كالعيون الجميلة للبوم..
تلك النجوم التي تراها
هي آثار خطاي وأنا أمشي صوب حبك...
في دربي إلى زمنك،
أمرّ بحقول تقتتل قبائلها وعشائرها..
فيتهمونني بإضرام النيران..
أمرّ بالأشلاء على أرصفة البكاء..
فيتهمني الجلادون بإعدام الضحايا،
وتصدّق الأمهات تلك الأكذوبة...
أمر بآثام كثيرة في دربي إلى عينيك..
آثام لا تصدق، ترتكبها
تلك الطيور مقصوصة الأجنحة، الملقبة بالبشر...
وحين أنعق ذعراً من شؤم الناس
يلعنون صوتي، بدلاً من لعن آثامهم...
أطير صوب ضوء منتصف الليل.
بعيداً عن مؤامرة قص أجنحتي..
هل شاهدت يا صديقي مرة،
بومة من بني قومي تختطف أخرى، وتعذِّبها؟
هل شاهدت مرة، بومة مثلي تقصف بيتك؟
.. وأنا التي أستقل الريح، بالمحبة والدهشة
وأطير فوق خطوط كف الليل.. إليك؟
دوماً كان سلوك قومك غامضاً
حتى تحت الشمس، وسلوكي بالغ الوضوح في الظلام..
فهل ذنبي الوحيد أنني أحب الليل؟
لقد فتحت صندوق الأسرار..
فماتت الأصوات في حنجرتي..
كنت مرة حمامة، رافقت السندباد في رحلاته..
لكن اهوال البشر بدلت ملامحي
فاتسعت عيناني ذعراً ودهشة،
وتشردت مع "عوليس" في محيطات عرائس البحر..
وتسلقت جبال العقاب مع "سيزيف"
وحين حدقت في نار المعرفة سلمت عيناي
ولم أعد بعدها قادرة على التحديق في ضوء النهار..
ولكنني صرت أرى بوضوح ضوء العتمة
وأشباح الأسرار.. وأسمع دمدمات الأزلية
وهي تُجري لليل عملية القلب المفتوح..
وأطير بصمت بجسدي الصغير كحمامة
وأمد جناحيّ من الأفق إلى الأفق
فيخافني القتلة، لأنني أفاجئهم وهم يقترفون آثامهم...
..............
كأية بومة أخرى عاشقة،
أعتقد أن الليل انتشر ببياضه الفاحم
كي أمارس طيراني
إلى عينيك المسكونتين بالدهشة والسرّ،
كالعيون الجميلة للبوم..
تلك النجوم التي تراها
هي آثار خطاي وأنا أمشي صوب حبك...
في دربي إلى زمنك،
أمرّ بحقول تقتتل قبائلها وعشائرها..
فيتهمونني بإضرام النيران..
أمرّ بالأشلاء على أرصفة البكاء..
فيتهمني الجلادون بإعدام الضحايا،
وتصدّق الأمهات تلك الأكذوبة...
أمر بآثام كثيرة في دربي إلى عينيك..
آثام لا تصدق، ترتكبها
تلك الطيور مقصوصة الأجنحة، الملقبة بالبشر...
وحين أنعق ذعراً من شؤم الناس
يلعنون صوتي، بدلاً من لعن آثامهم...
أطير صوب ضوء منتصف الليل.
بعيداً عن مؤامرة قص أجنحتي..
هل شاهدت يا صديقي مرة،
بومة من بني قومي تختطف أخرى، وتعذِّبها؟
هل شاهدت مرة، بومة مثلي تقصف بيتك؟
.. وأنا التي أستقل الريح، بالمحبة والدهشة
وأطير فوق خطوط كف الليل.. إليك؟
دوماً كان سلوك قومك غامضاً
حتى تحت الشمس، وسلوكي بالغ الوضوح في الظلام..
فهل ذنبي الوحيد أنني أحب الليل؟
لقد فتحت صندوق الأسرار..
فماتت الأصوات في حنجرتي..
كنت مرة حمامة، رافقت السندباد في رحلاته..
لكن اهوال البشر بدلت ملامحي
فاتسعت عيناني ذعراً ودهشة،
وتشردت مع "عوليس" في محيطات عرائس البحر..
وتسلقت جبال العقاب مع "سيزيف"
وحين حدقت في نار المعرفة سلمت عيناي
ولم أعد بعدها قادرة على التحديق في ضوء النهار..
ولكنني صرت أرى بوضوح ضوء العتمة
وأشباح الأسرار.. وأسمع دمدمات الأزلية
وهي تُجري لليل عملية القلب المفتوح..
وأطير بصمت بجسدي الصغير كحمامة
وأمد جناحيّ من الأفق إلى الأفق
فيخافني القتلة، لأنني أفاجئهم وهم يقترفون آثامهم...
tatiana- عدد الرسائل : 23
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 06/08/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى